الجمعة، 15 يوليو 2011

الشركات العائلية تحتاج الى استراتيجيات التطوير التنظيمي

يتوقع أن تبلغ قيمة الشركات العائلية في الشرق الأوسط التي سوف تنتقل ملكيتها إلى الأجيال القادمة إلى أكثر من تريليون دولار أمريكي خلال الخمس إلى العشر سنوات المقبلة، وفقاً لتقرير صحفي. وتسيطر مثل هذه الشركات على أكثر من 90% من النشاط التجاري في المنطقة، إلا أن العديد منها لا تملك آليات التطوير التنظيمي مثل وجود دستور عام للأسرة أو وجود المؤسسات العائلية
وتشير "سكوبوس للإستشارات" (SKOPOS Consulting) في هذا الصدد، إلى الأهمية الخاصة لوجود الرسالة والرؤية والقيمة، باعتبارها عوامل جوهرية لديمومة هذه الشركات ونجاحها المستمر، فضلاً عن أنها تشكل جزءاً لا يتجزأ من عملية تحديد وقيادة هذه الآليات.

ومهمة الرسالة هى تذكير الشركة بأسباب وجودها، في حين أن رؤية الشركة توحي بما تطمح المؤسسة لتحقيقه. ومن ناحية أخرى، فإن القيمة تشير إلى معتقدات المؤسسة وما تؤمن به، فضلاً عن المبادئ التي تتبعها في جميع أنشطتها.


وتشير بعض التقديرات إلى أن حوالى 75% من الاقتصاد الخاص في الشرق الأوسط يملكه ويتحكم فيه حوالى 5.000 عائلة توظف 70% من العمالة الإقليمية. وبالرغم من دورها الهام، إلا أن العديد من هذه الشركات في الشرق الأوسط لا تمتلك عناصر الرسالة والرؤية والقيمة، كما أنها لا تمتلك العديد من عناصر التطوير التنظيمي، مثل تنمية المهارات القيادية وتخطيط التعاقب الوظيفى.

وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور حسين القزاز، الرئيس التنفيذى لشركة "سكوبوس للإستشارات (SKOPOS Consulting): "ينبغي أن تتزود الشركات العائلية في الشرق الأوسط بأدوات التطوير التنظيمي والآليات اللازمة فيما يتعلق بخطط نمو وتوريث الشركة. وتضمن هذه الممارسة استمرارية أهداف ورؤى ومعتقدات وقيم الشركة وعدم ضياعها أو تغييرها بمرور الزمن حتى مع تغير الإدارات. وتشكل عوامل الرسالة والرؤية والقيمة جزء من مجمل خطة التطوير التنظيمي التي توفر للشركات العائلية مسارات واضحة لأعمالها، وتتيح لهم الإحتفاظ بالدوافع الأصلية لمؤسسيها".

وتقوم "سكوبوس للإستشارات" باعتبارها الشركة التى تقدم حلول التطوير التنظيمي فى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا، بتقديم النصيحة والمشورة للشركات العائلية حتى تكون على بينة حيال المشاكل المختلفة الناجمة عن النمو التدريجي لمؤسساتها، فضلاً عن التحديات النوعية التي توجد عادة في الشركات العائلية وتتمثل في التعقيدات وضعف الإنضباط وعدم التمسك بالرسميات. وتحدد الاستشارة ثلاثة خطوات للشركات العائلية والتى ينبغى التركيز عليها. وتتمثل الخطوة الأولى في مرحلة المؤسس والثانية تتمثل في شراكة الأخوة، حيث يتم نقل المسؤولية إلى أبناء المؤسس، في حين تتمثل المرحلة الثالثة في الإتحاد بين أبناء العمومة، حيث تكون فيها المؤسسة متشعبة وممتدة.

وتعد عملية انتقال قيادة الشركة للورثة من بين القضايا الأساسية التي تواجه المرحلة الأولى وفقاً لـ"سكوبوس". أما بالنسبة للمرحلة الثانية فإن استمرارية ملكية العائلة والعمل الجماعى والإنسجام هي من المشاكل الشائعة فيها. وبالنسبة للخطوة الثالثة، ترى "سكوبوس" إمكانية حدوث صراعات في توزيع حصص رأس مال الشركة والسيولة والرسالة والرؤية وتناقضات الأعضاء ومشاركة الأعمال والقوانين والربط مع رجال الأعمال.

وأضاف القزاز، "يمكن للشركات العائلية معالجة وتخطي المشاكل الصعبة بسهولة، من خلال الإعداد الجيد لخطط التطوير التنظيمي على مستوى مجلس الإدارة، لما لهذا العنصر من أهمية كبيرة في مناطق مثل الشرق الأوسط، والتي تسيطر فيها مثل هذه الشركات على معظم التجارة الإقليمية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق