تعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية والمحببة لدى الصغار والكبار على حد سواء، وأصبحت الشغل الشاغل لكل فئات البشر في شتى أنحاء العالم. تلك كرة القدم التي اكتشفت في بداية الأمر من ركل قربة مصنوعة من جلود الحيوانات إلى أن تطورت، وتطورها جعلها تتعدى كونها رياضة ترويحية فأصبحت صنعة أو مهنة يمتهنها لاعبو ومدربو كرة القدم، بل أكثر من ذلك فإنها تدر مبالغ من المال لا تدانيها تجارة ولا غيرها، فأصبحنا نسمع عن أرقام فلكية.
وأصبحت الخطط والاستراتيجيات لتطوير كرة القدم تأخذ أشكالاً مختلفة، بل إن السلوكيات الاستراتيجية لتطوير الأداء التنافسي في البطولات والدورات الرياضية من أجل تحسين وضعها على الخريطة الرياضية على المستوى الدولي، بل ركزت كل الاستراتيجيات الخاصة بتطوير كرة القدم على عناصر مهمة أولها تطوير الإمكانات البشرية والمادية والأجهزة الحديثة.
وحينما نتحدث عن التطوير بصفة عامة يجب أن نتعرف على مفهوم التطوير وهو التغيير أو التحويل من طور إلى طور وتعني كلمة تطور "تحول من طوره" وتعني كلمة "التطور" التغيير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها، ويطلق أيضاً على "التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه، وهو ما يعنى التحسين وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر كفاءة. ويجب ألا نخلط بين التغيير والتطوير، فالتغيير معناه أن الشيء الذي يحدث قد يتجه نحو الأفضل أو نحو الأسوأ، وقد يؤدي إلى تحسين أو إلى تخلف والتغيير قد يتم في بعض الأحيان بإرادة الإنسان، وقد يتم في أحيان أخرى دون إرادة الإنسان وهو ربما يكون جزئيا ينصب على جانب معين أو نقطة محددة، مثلاً أن يحدث تغيير في مجلس إدارة النادي أو المؤسسة الرياضية أو تغيير مقر أو ملعب أو غيره، وقد تستدعى بعض الظروف التغيير في بعض المرافق الخاصة بالنادي لظروف طبيعية أو غير طبيعية.
أما التطوير فينصب على جميع الجوانب الخاصة بالشيء المراد تطويره، وهو التطوير المبني على أساس علمي يؤدي إلى التحسين والتقدم والازدهار، والتطوير لا يتم إلا بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة، فإذا لم تكن الإرادة قوية وتتوافر الرغبة فيه فلا يمكن له أن يحدث التطور الصورة المثلى أو يحقق الأهداف المرجوة، وبالطبع هناك مجموعة من العوامل يجب مراعاتها للوصول إلى الصورة المثلى للشيء أو النظام أو الأسلوب المراد تطويره عن طريق القدرة على تحديد الأخطاء، وأوجه الضعف، ونواحي القصور في الشيء المراد تطويره بالدراسة المستفيضة والبحث العلمي المستمر، وذلك لمحاولة التمكن من القضاء على هذه الأخطاء، والتخلص من أوجه الضعف وتلافي نواحي القصور على أساس علمي سليم يمكن من إحداث عملية التحسين المقصودة والأخذ بالأحدث والاتجاهات العالمية، والاستفادة من خبرات الآخرين الذين قطعوا أشواطاً طويلة في طريق التقدم والتطور، وهذا يقودنا للتعرف على مفهوم التطوير التنظيمي في العمل الرياضي كإطار للتغيير المخطط لمساعدة الإداريين في المؤسسات والأندية الرياضية على التكيف والتهيؤ للتغيرات في البيئة المحيطة. ويعد التطوير التنظيمي مدخلاً لتشخيص المشكلات الإدارية مستنداً إلى المعرفة بالعلوم السلوكية، وبذل الجهد للتخطي الذي يشمل التنظيم بأكمله ويدار ويدعم بواسطة آلية إدارية لزيادة فاعلية الدقة في تنفيذ الأعمال الإدارية من خلال تدخل مخطط باستخدام المعرفة بالعلوم السلوكية من أجل تطوير العمل الإداري طويل الأجل من أجل إحداث التغيير الذي يتضمن برنامج تشخيص علمي دقيق لكل مفردات العمل ووضع الأهداف والاستراتيجيات لتطوير الثقافة والهياكل والأنظمة والأهداف التنظيمية، وتوفير الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق ذلك الهدف.
وأهم هذه التغييرات هو تغيير الهيكل التنظيمي، ونقصد هنا بالهيكل التنظيمي الإطار الذي يربط عناصر التنظيم المختلفة بعضها ببعض، وتتركز عملية التغيير على إعادة توزيع السلطات والاختصاصات وتجميع الوظائف وإعادة تصميم خطوط الاتصالات. وتشمل عملية التغيير كذلك إلغاء وحدات تنظيمية كانت قائمة واستحداث وحدات تنظيمية جديدة وتغيير الجوانب التكنولوجية بأن يهتم بالجانب التقني كالآلات والمعدات أو المهام وأساليب العمل. وتشكل التكنولوجيا أحد المصادر المهمة المؤثرة في عمل أي تنظيم، وذلك من خلال سرعة تطوراتها وتطبيقاتها وتغيير الجوانب السلوكية، حيث يهتم الجانب السلوكي بتغيير أنماط السلوك واتجاهات وقيم الأفراد والجماعات داخل التنظيم. وللمدخل السلوكي دور مؤثر في تطوير المنظمات من خلال تطوير الفرد وتغيير مستوى دوافعه وقدراته وتطوير العلاقات بين الأفراد وزيادة قدراتهم ومهارتهم القيادية عن طريق تطوير العمل الجماعي وتطوير التفاعل بين المجموعات، حيث تعد عملية التطوير التنظيمي جهدا منظما وعملية مستمرة بدل أن تكون برنامجاً محدداً بمدة زمنية محددة.
كما تهدف برنامج التطوير التنظيمي الإداري إلى الانتقال من العمل الإداري التقليدي إلى تطبيق تقنيات المعلومات والاتصالات في البناء التنظيمي واستخدام التقنية الحديثة بإشكالها المختلفة وتسهيل الحصول على البيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات المناسبة داخل هذه الأجهزة وخارجها وإنجاز أعمالها وتقديم الخدمات للمستفيدين بكفاءة بفاعلية وبأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن من أجل إنشاء مؤسسات وأندية رياضية عصرية لتؤسس ذلك التكوين الاجتماعي السلوكي الفاعل الذي يسعى إلى تحقيق مناخ تنظيمي متماسك تتوافر فيه الهياكل التنظيمية المشجعة على المشاركة في الأهداف والقرارات.
إن التخلف التنظيمي لا يكون فقط في العناصر المادية في التنظيم كالمباني والآلات، ولكنه قد يكون في العناصر الاجتماعية والسيكولوجية وفي الثقافة التنظيمية.
إن الاهتمام بالجوانب التنظيمية وتطبيق واستخدام التقنية الحديثة (تقنية المعلومات) سيؤدي بشكل فاعل إلى تحديث وتطوير أداء المنظمة لأن المعلومات هي أداة لاتخاذ قرارات إدارية أفضل، ولذلك فإن المعلومات هي أداة قوية لتحسين الكفاءة الكلية للأنشطة الحكومية، لذا كان لا بد أن يمر برنامج التطوير التنظيمي بمراحل تدريجية لتحقيق الأهداف التي صمم من أجلها، وهنالك مراحل لبرنامج التطوير التنظيمي وهي:
1 - مرحلة التشخيص: ويتم خلال هذه المرحلة التعرف على الاختلافات بين النتائج الفعلية والنتائج المرغوبة.
2 - مرحلة التخطيط: ويتم فيها رسم خطط التطوير والتغيير المأمول تحقيقها وتحديد الآليات والاستراتيجيات الملائمة لتحيق الهداف.
3 - مرحلة التنفيذ: وتتضمن ترجمة وتحويل الخطة إلى سلوك فعلى في مدة زمنية محددة.
4 - مرحلة التقويم: وهدفه مقارنة الأهداف الموضوعة بالنتائج الفعلية التي تم تحقيقها وتشخيص أسباب ومصادر الانحراف عن الخط المرسوم.
وتطوير الإمكانات البشرية موضوع مهم وحساس للغاية ونتطرق له بإسهاب لأننا نهمل هذا الجانب بصورة كبيرة في حياتنا الرياضية، وبما أن العمل الإداري في الأندية أو المنتخبات العربية معظمه عمل تطوعي والذين يعملون بأجر يعملون في أوقات فراغهم إلا فئة قليلة جداً متفرغة لهذا العمل، ولذلك يبدأ التطوير من خلال تطوير الذات وهو مؤشر لسلوك طريق الاحترافية في العمل، وتكون البداية من خلال إدارة الذات وهي التي تفتح الطريق نحو اكتساب الثقة بالنفس، وهذا عامل من العوامل المهمة في عملية التطوير لأن الثقة بالنفس هي في الحقيقة طريق النجاح في الحياة وهي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها وبإمكاناتها وما يمكن أن تحققه لأنها تعني إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته، وبالتالي يتم بناء شخصية قوية وهي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف المرسومة في الحياة، وبالتالي تنبع الثقة بالنفس من إحساس الفرد بقدراته على مواجهة الصعاب والتحديات التي تعترضه في مسيرته الحياتية بصورة واقعية ومن دون قلق أو رهبة، فمثل هذه التصرفات تكون نابعة من الذات وليس بتأثيرات خارجية.
لماذا ركزت على الثقة بالنفس لأنها تكشف القوة الكامنة في داخلنا، وبالتالي يستطيع الرياضي أن يسخر كل قدراته من أجل ناديه أو مؤسسته الرياضية أو أي جهة رياضية يعمل فيها لأن الثقة تجعله يفتح عقله لأشياء وابتكارات جديدة تفيد العمل، بل من أداء العمل بالطرق الروتينية التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تجعله يتجرأ باتخاذ القرارات الصائبة في الاستجابة للمواقف والتصرفات السليمة، وأن يضع نصب عينه قائمة الإنجازات التي يتطلع إلى تحقيقها سواء صغيرة كانت أو كبيرة يمكن ترجمتها إلى أفكار لأن التفكير بهدوء يريح النفس ويتيح للعقل التفكير بروية إزاء كثير من القضايا الشائكة ووضع الحلول الإيجابية لها، ومن ثم تحويلها إلى مواقف، وبذلك يمكن تبديد كل المخاوف التي تراود المرء، فما نحتاج إليه في أوساطنا الرياضية أن نتمتع بالحكمة والجرأة وإتاحة الفرصة للعقل للتفكير السليم من أجل إنجاز العمل وفق رؤى تختصر الطريق وتوفر المال وتدفع بعجلة التقدم للمؤسسة الرياضية بقوة من أجل مجاراة العالم المتقدم في كرة القدم.
ثم تأتي المرحلة الثانية من تطوير الذات من النواحي الأكاديمية، فليس للتعلم عمر محدد ولا مكان محدد بل يمكن إحداث التطوير بطرق متعددة منها الدراسة والاطلاع والقراءة والمتابعة والبحث العلمي والاستماع، بدلا من مضيعة الوقت في أمور لا تخدم الإنسان في شيء، وكل ذلك من أجل تحقيق النجاح. وبهذه المناسبة نذكر أهم سمات النجاح وهي: وضوح الهدف، المثابرة، ومرونة التنفيذ، خاصة أنه لا يوجد وقت لكل ما يرغب الإنسان في تنفيذه، لذا يجب أن تتم عملية ترتيب الأولويات بشكل دوري وتقديم الأهم على المهم، حيث ينال دائماً ما يساوي الجهد الذي يؤديه الشخص ودلت تجارب الناس على مر الأزمان على أنه مع المثابرة تأتي الفرص التي يجب أن يكون الإنسان مهيأ ومستعداً لاستغلالها، كما أن هناك تجارب كثيرة عندما يرغب الإنسان في شيء بقوة وإلحاح فإن الظروف تتوافق حوله لتحقيقه. وقد يعود ذلك للتركيز الشعوري واللاشعوري لتحقيق الهدف، فالإنسان عندما يجعل أمراً ما هاجساً له فإن انتباهه يقع عليه في أي مكان يوجد فيه حتى ولو كان موجوداً بشكل غير واضح.
ونعود لموضوعنا، فإنه تقع على المؤسسات الرياضية أن تقوم بدورها في نشر ثقافة العلم والتعلم بين منسوبيها عن طريق الدورات والمحاضرات والجلسات الرياضية التفاكرية، ومن ثم يجب تطوير طرق إدارة المؤسسات الرياضية، ولكنى أركز على نقطة مهمة هنا نفتقر إليها في العمل الإداري، ألا وهي الاتصال الإداري. والاتصال الإداري في المجال الرياضي يعرف بأنه وسيلة من الوسائل المهمة لنقل المعلومات بين الإدارة العليا والجهات التنفيذية، ويمثل هذا الاتصال أهمية كبيرة للارتقاء بمستوى أداء الأفراد من إداريين ومدربين ولاعبين، وتأخذ الاتصالات بين المدرب واللاعب أشكالا كثيرة متعددة أهمها التعليمات التي يتلقاها اللاعب من المدرب، التي تنعكس على آرائهم ومشاعرهم تجاهه فيما ينفذون من مهام، وفي كثير من الأحيان تستخدم إشارات وانفعالات من المدرب عبر الصوت بطبقاته المختلفة، يستجيب لها اللاعب فورا كرد فعل إيجابي لما تم استقباله، ويحتاج الاتصال بين المدرب واللاعب في صالة التدريب إلى وضوح الهدف من عملية التدريب ومدى استيعاب اللاعب لطرق التدريب المنفذة، وقد تظهر بعض العوائق لنجاح هذه العملية منها:
1 - عدم قدرة المدرب على اختيار التدريبات المناسبة وفقا لقدرات اللاعبين ووفقا لاتجاهات العمل البدني المنفذة.
2 - عدم تقنين التدريبات من حيث الشدة والحجم والكثافة.
3 - عدم فهم اللاعبين للطرق والوسائل المستخدمة في التدريب.
4 - ضعف دافعية اللاعبين لتقبل أسلوب وطريقة التدريب المنفذة.
5 - عدم قدرة المدرب على قيادة الفريق بالأسلوب المناسب.
6 - عدم توافر الإمكانات المادية والبشرية لنجاح عملية التدريب مثل "عدم وجود صالات مغلقة أو ملاعب مفتوحة مناسبة أو عدم وجود أجهزة رادارات للتدريب والقياس، عدم مناسبة مكان التدريب من الناحية الصحية. وهذا يتطلب أن يكون المدرب بمواصفات المدرب المؤهل، خاصة أننا نعلم أن التدريب في كرة القدم أصبح عملية معقدة تستدعي علما وممارسة ميدانية وليس أحدهما فقط، كما أن الاعتماد على الخبرة الميدانية دون اللجوء إلى العلم يخل بإحدى القواعد الأساسية لتطور تلك الخبرة والعمل على نموها، بل سيحد منها ويجعل من صاحبها مدربا ينقصه كثير مهما كانت خبرته العلمية، حيث إن التدريب الرياضي بصفة عامة وتدريب كرة القدم بصفة خاصة يقصد به: (إعداد لاعب الكرة إعدادا فسيولوجيا بتكيف أجهزته الحيوية مع المجهود المبذول والأداء المطلوب خلال المباراة، وكذا إعداده مهاريا وخططيا بحمل مناسب سواء من حيث الشدة أو الحجم)، ومن خلال هذا الموضوع سأتطرق إلى أهمية التخطيط التدريبي لمدربي كرة القدم وأهم مميزات التدريب الحديث في كرة القدم. ويقصد بعملية الاتصال في المجال الرياضي تلك الاتصالات التي تتم بين المؤسسات المسؤولة عن شؤون الرياضة بعضها بعضا سواء على المستوى المحلي أو الدولي أو القاري لأن الاتصال الوسيلة الوحيدة لإبلاغ الآخرين بما نريده، حيث إنه تواجه دول العالم على اختلاف ثقافاتها تحديات كبيرة تفرضها طبيعة العصر الذي نعيش فيه، نظرا للقفزات الهائلة التي حدثت في العلوم النظرية والتطبيقية معا والثقافة بما تشمله من جوانب مادية ومعنوية، تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق عمليات إنسانية، كما أنها تنتقل من مجتمع إلى مجتمع آخر من خلال وسائل اتصال مختلفة. أي أن الاتصال مهم وضروري لنقل الثقافات من مكان لمكان آخر، لذا فإن الاتصال ببساطة هو "عملية نقل أو توصيل فكرة أو مفهوم أو معلومة من شخص إلى شخص آخر، وبذلك نتمكن من نشر الثقافات التي تساعد على تطبيق استراتيجيات التطوير في عملنا من أجل الاستمتاع بكرة القدم وألا نحس بأن الفارق بيننا وبين الدول المتقدمة كبير، كما أن وسائل الاتصال تعددت ويمكن للإدارة أن تتخاطب مع اللاعبين والمدربين وبث رسائلها وتوجيهاتها عبر هذه الوسائل، ومنها البريد الإلكتروني ورسائل الجوال وغيرها.. مما يسهل عملية الاتصال وسرعته ودقته، وعدد كبير من مدربي كرة القدم في العالم المتقدم أصبحوا يبثون توجيهاتهم وشرحا لخططهم عبر هذه الوسائل حتى يطلع عليها اللاعبون قبل الالتقاء بهم، وبذلك يكون في ذلك اختصار للوقت والجهد.
وكما أن الاحتراف الرياضي هو اتخاذ الرياضة حرفة ومهنة يتكسب منها المدربون واللاعبون وتدر الأموال الطائلة على الأندية، وهذا في حد ذاته سبب من أسباب النهوض بكرة القدم في الدولة المتقدمة كروياً ولأنها توفر الرعاية والاهتمام للمبدعين والمواهب فتوفر لهم جميع الإمكانات المالية والفنية من أجل أداء يحقق الإنجازات والمجد والشهرة وازدهار كرة القدم بصفة عامة.
لذا لا بد من وضع استراتيجيات مقننة من أجل توفير المال عبر كل الوسائط والوسائل وأن تشمل الخطط المرحلية والمستقبلية لضمان الاستمرارية وتشكيل آلية إدارة تجارية تضع الأسس وفقاً لقواعد العمل التجاري ووضع هياكل صناعة وإدارة الشؤون التجارية لتوفير المال واستثماره.
ولتوفير عمل متكامل من النواحي الفنية والنواحي الإدارية والمالية يجب أن يتم. استكمال البنية التحية وتطويرها، لأنه من خلال ذلك يمكن أن تتوافر الملاعب وخاصة لقطاعات الأعمار السنية فيستطيع أبناؤنا ممارسة كرة القدم في ملاعب مجهزة ومعدة وفق تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم من كل النواحي وخاصة التي تشكل سلامة اللاعبين، كم من موهبة فقدناها بسبب إصابتها من جراء لعب كرة القدم في ملاعب لا تتصف أرضياتها بمواصفات جودة الملاعب العالمية، وكم من فريق لا يجد الفرصة الكاملة لأداء أكبر عدد من التدريبات لعدم وجود ملاعب، ثم تأتي في المرحلة الثانية المنشآت التي تساعد على اكتمال العمل الفني مثل صالات الحديد وأحواض السباحة والجمنازيوم وصالات التدريبات الفردية وقاعات المحاضرات والاجتماعات والمكتبات الثقافية وغيرها.
وتأتي المنشآت التجارية الأخرى التي تدر المال مثل المحال التجارية والأسواق المختصة في بيع الأدوات الرياضية ويمكن أيضاً فتح فروع للمحال التجارية الكبيرة مثل هايبر بنده والعثيم والمطاعم المشهورة مثل كنتاكي وماكدونالدز وغيرها من المؤسسات التجارية التي توفر دخلاً ثابتاً في الأندية أو الاستادات أو المراكز الرياضية المختلفة، بل أصبحت مبيعات الأندية في أوروبا وبقية أنحاء العالم المتقدم كروياً من قمصان اللاعبين وشعارات الأندية تحقق دخولاً خرافية. وقرأت مرة أن رئيس نادي ريال مدريد صرح بأنهم عوضوا المبلغ الذي تم دفعه لكريستيانو رونالدو من بيع قميصه ويجب ألا نصاب بالدوار إذا علمنا أن قيمة عقد رونالدو كان 94 مليون يورو.
كل ذلك يساعد على توفير المال اللازم لتنفيذ المشاريع المختلفة ومنها توفير المعدات والأجهزة الرياضية الخاصة بالتدريب ومنها ما هو مستعمل في داخل المستطيل الأخضر ومنها ما هو يستعمل في داخل الصالات المخصصة لتدريبات رفع معدل اللياقة البدنية أو تقوية العضلات أو لتدريبات الاستشفاء مثل: السير المتحرك، الدراجة الثابتة، محطة واحدة لتدريب الأثقال، جهاز صعود السلم، جهاز تدريب أثقال متعدد المحطات، وغيرها من الأجهزة الفعالة في إضفاء المتعة في التدريبات داخل الصالات المغلقة، وهذه الأجهزة مخصصة لتطوير الجهاز القلبي الوعائي (اللياقة القلبية التنفسية)، ونظرًا إلى أن هذه المعدات تتشابه في نوع النظام المستخدم لحرق الطاقة من قبل الجسم (النظام الهوائي) وتعطي إحراقًا متشابهًا للسعرات الحرارية عند استخدام أي منها.
وهنا نتحدث عن أهمية استخدام الأجهزة الحديثة في التدريب وفقاً لمتطلبات التقنيات الحديثة في مجال التدريب الرياضي، حيث يستطيع المدرب الرياضي الاستفادة الكاملة من التقنية الحديثة والمتطورة في أجهزة التدريب والأجهزة التكنولوجية الأخرى التي يمكن الاستفادة منها بطريقة مباشرة في عملية التدريب للارتقاء بقدرات اللاعبين للمستويات العالية، لذا يجب على المدرب أن يطلع على كل مستجدات العصر وأن يطور قدراته المعرفية بأن يحصل على الدورات العلمية المؤهلة لذلك، حيث إن التقنية الحديثة في أي مجال متغيرة بين يوم وليلة، لذا وجب على المدرب الاهتمام بتثقيف نفسه والاشتراك في الدورات المؤهلة لتشغيل الأجهزة الحديثة باستخدام الكمبيوتر، إلى جانب التعرف على التقنيات الحديثة الأخرى في مجال الاتصالات مع ضرورة اهتمام الاتحادات الرياضية، والجهات المختصة بعمل الدورات المؤهلة للتعرف واستخدام الإنترنت والتعرف على كل ما هو جديد في عالم الكمبيوتر للاطلاع ومتابعة كل المستحدث في عالم التقنيات الحديثة التي استفادت منه الرياضة بطريقة غير مباشرة مثل الكمبيوتر وهو أحد التقنيات الحديثة في عالمنا المعاصر، حيث اصطنعت المجتمعات بمؤسساتها المختلفة بالروح الكمبيوترية إنجاز البعيد، فأصبحت المعرفة الكمبيوترية مؤشرا لمدى التقدم الاجتماعي للأفراد، فقد أصبح الكمبيوتر من أكبر المجالات المهنية التي تجذب الناس، وتجعلهم يغيرون من مهنتهم وتخصصاتهم الأصلية، وتمنحهم مهارات وقدرات تطبيقية تفيدهم في شرح بعض خطط التدريب أو تقديم العروض التي تساعد على شرح مفردات الخطط أو عرض تدريبات مهارات وخاصة بالنسبة للناشئين الذين يحبون المشاهدة أكثر من الشرح النظري، وعمل الإحصاءات التي تساعد في وضع البرامج المستقبلية ومتابعة تطور أداء اللاعبين ومدى تقدمهم، بل أكثر من ذلك يمكن للمدرب أن يقدم كل الشروحات النظرية عبر هذه الوسائط وتقديمها للاعبين للاطلاع عليها في منازلهم.
فبجانب المدرب المؤهل المتعلم المثقف الذي يستفيد من التكنولوجيا في تسيير أعماله يجب العمل على توفير الكوادر البشرية المعدة بطريقة سليمة من مدربين وإداريين وحكام ومنظمين عن طريق وضع برامج مدروسة وإقامة دورات تأهيل وتدريب تخصصية من أجل تأهيل الكوادر بشكل جيد وعلى جميع المستويات للإدارات الفنية والإدارية وخاصة التي تعمل في قطاعات الناشئين لأن هذه القطاعات تحتاج إلى تأهيل خاص، فالتعامل مع الصغار يحتاج إلى مرونة ودقة في اختيار الألفاظ في الحديث والتوجيه ويحتاج إلى دراسة بعض العلوم التي تساعد الشخص في مثل هذه التعاملات مثل علم النفس الرياضي وغيره من العلوم المساعدة بما ينعكس إيجابيا على مستوى الأداء والعمل وبما يعود بالنتائج التي تحقق الأهداف العامة.
ويحقق التدريب فوائد أخرى للعاملين من أهمها.
1- مساعدة العاملين على تحسين فهمهم للعمل الإداري الرياضي وتوضيح أدوارهم فيها.
2 - مساعدتهم على حل مشكلاتهم في العمل.
3 - يطور التدريب العاملين وينمي الدافعية نحو الأداء ويخلق فرصا للنمو والتطوير لدى العاملين.
4 - مساعدتهم على تقليل التوتر الناجم عن النقص في المعرفة أو المهارات.
5 - يسهم في تنمية القدرات الذاتية للإدارة والرفاهية لدى العاملين.
لا بد للعالم العربي إن أرادنا التطوير لكرة القدم العربية أن نضع استراتيجيات مقننة لإحداث هذا التطوير بصورة تؤمن مستقبلاً أكثر إشراقاً، لأن ما حدث في الماضي ويحدث في الحاضر يجب أن يكون نبراساً يضيء لنا الطريق من أجل رسم سياسة واضحة واستراتيجية تؤمن خلق جيل متمكن يستطيع عبر تأهيله في النواحي الإدارية وتزويده بكل المعينات من أجل العمل وفق البرامج الحديثة مستفيداً من الإمكانات التكنولوجية التي تختصر الوقت والجهد وتسهل العمل الإداري والفني على حد سواء، كما يجب أن نضع الاستراتيجيات الخاصة بتطوير العمل الفني عبر تأهيل المدربين العرب تأهيلاً غير تقليدي يمكنهم من تحقيق الإبداع والابتكار في البرامج والخطط الفنية التي تقود اللاعبين لتحقيق النتائج والإنجازات التي تستطيع من خلالها مقارعة الكبار، بل تصبح من الكبار بالمنافسة على البطولات القارية والدولية وهذا ليس ببعيد إذ كان عملنا وفق هذه الاستراتيجيات.
وأصبحت الخطط والاستراتيجيات لتطوير كرة القدم تأخذ أشكالاً مختلفة، بل إن السلوكيات الاستراتيجية لتطوير الأداء التنافسي في البطولات والدورات الرياضية من أجل تحسين وضعها على الخريطة الرياضية على المستوى الدولي، بل ركزت كل الاستراتيجيات الخاصة بتطوير كرة القدم على عناصر مهمة أولها تطوير الإمكانات البشرية والمادية والأجهزة الحديثة.
وحينما نتحدث عن التطوير بصفة عامة يجب أن نتعرف على مفهوم التطوير وهو التغيير أو التحويل من طور إلى طور وتعني كلمة تطور "تحول من طوره" وتعني كلمة "التطور" التغيير التدريجي الذي يحدث في بنية الكائنات الحية وسلوكها، ويطلق أيضاً على "التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب المجتمع أو العلاقات أو النظم أو القيم السائدة فيه، وهو ما يعنى التحسين وصولاً إلى تحقيق الأهداف المرجوة بصورة أكثر كفاءة. ويجب ألا نخلط بين التغيير والتطوير، فالتغيير معناه أن الشيء الذي يحدث قد يتجه نحو الأفضل أو نحو الأسوأ، وقد يؤدي إلى تحسين أو إلى تخلف والتغيير قد يتم في بعض الأحيان بإرادة الإنسان، وقد يتم في أحيان أخرى دون إرادة الإنسان وهو ربما يكون جزئيا ينصب على جانب معين أو نقطة محددة، مثلاً أن يحدث تغيير في مجلس إدارة النادي أو المؤسسة الرياضية أو تغيير مقر أو ملعب أو غيره، وقد تستدعى بعض الظروف التغيير في بعض المرافق الخاصة بالنادي لظروف طبيعية أو غير طبيعية.
أما التطوير فينصب على جميع الجوانب الخاصة بالشيء المراد تطويره، وهو التطوير المبني على أساس علمي يؤدي إلى التحسين والتقدم والازدهار، والتطوير لا يتم إلا بإرادة الإنسان ورغبته الصادقة، فإذا لم تكن الإرادة قوية وتتوافر الرغبة فيه فلا يمكن له أن يحدث التطور الصورة المثلى أو يحقق الأهداف المرجوة، وبالطبع هناك مجموعة من العوامل يجب مراعاتها للوصول إلى الصورة المثلى للشيء أو النظام أو الأسلوب المراد تطويره عن طريق القدرة على تحديد الأخطاء، وأوجه الضعف، ونواحي القصور في الشيء المراد تطويره بالدراسة المستفيضة والبحث العلمي المستمر، وذلك لمحاولة التمكن من القضاء على هذه الأخطاء، والتخلص من أوجه الضعف وتلافي نواحي القصور على أساس علمي سليم يمكن من إحداث عملية التحسين المقصودة والأخذ بالأحدث والاتجاهات العالمية، والاستفادة من خبرات الآخرين الذين قطعوا أشواطاً طويلة في طريق التقدم والتطور، وهذا يقودنا للتعرف على مفهوم التطوير التنظيمي في العمل الرياضي كإطار للتغيير المخطط لمساعدة الإداريين في المؤسسات والأندية الرياضية على التكيف والتهيؤ للتغيرات في البيئة المحيطة. ويعد التطوير التنظيمي مدخلاً لتشخيص المشكلات الإدارية مستنداً إلى المعرفة بالعلوم السلوكية، وبذل الجهد للتخطي الذي يشمل التنظيم بأكمله ويدار ويدعم بواسطة آلية إدارية لزيادة فاعلية الدقة في تنفيذ الأعمال الإدارية من خلال تدخل مخطط باستخدام المعرفة بالعلوم السلوكية من أجل تطوير العمل الإداري طويل الأجل من أجل إحداث التغيير الذي يتضمن برنامج تشخيص علمي دقيق لكل مفردات العمل ووضع الأهداف والاستراتيجيات لتطوير الثقافة والهياكل والأنظمة والأهداف التنظيمية، وتوفير الإمكانات المادية والبشرية لتحقيق ذلك الهدف.
وأهم هذه التغييرات هو تغيير الهيكل التنظيمي، ونقصد هنا بالهيكل التنظيمي الإطار الذي يربط عناصر التنظيم المختلفة بعضها ببعض، وتتركز عملية التغيير على إعادة توزيع السلطات والاختصاصات وتجميع الوظائف وإعادة تصميم خطوط الاتصالات. وتشمل عملية التغيير كذلك إلغاء وحدات تنظيمية كانت قائمة واستحداث وحدات تنظيمية جديدة وتغيير الجوانب التكنولوجية بأن يهتم بالجانب التقني كالآلات والمعدات أو المهام وأساليب العمل. وتشكل التكنولوجيا أحد المصادر المهمة المؤثرة في عمل أي تنظيم، وذلك من خلال سرعة تطوراتها وتطبيقاتها وتغيير الجوانب السلوكية، حيث يهتم الجانب السلوكي بتغيير أنماط السلوك واتجاهات وقيم الأفراد والجماعات داخل التنظيم. وللمدخل السلوكي دور مؤثر في تطوير المنظمات من خلال تطوير الفرد وتغيير مستوى دوافعه وقدراته وتطوير العلاقات بين الأفراد وزيادة قدراتهم ومهارتهم القيادية عن طريق تطوير العمل الجماعي وتطوير التفاعل بين المجموعات، حيث تعد عملية التطوير التنظيمي جهدا منظما وعملية مستمرة بدل أن تكون برنامجاً محدداً بمدة زمنية محددة.
كما تهدف برنامج التطوير التنظيمي الإداري إلى الانتقال من العمل الإداري التقليدي إلى تطبيق تقنيات المعلومات والاتصالات في البناء التنظيمي واستخدام التقنية الحديثة بإشكالها المختلفة وتسهيل الحصول على البيانات والمعلومات لاتخاذ القرارات المناسبة داخل هذه الأجهزة وخارجها وإنجاز أعمالها وتقديم الخدمات للمستفيدين بكفاءة بفاعلية وبأقل تكلفة وفي أسرع وقت ممكن من أجل إنشاء مؤسسات وأندية رياضية عصرية لتؤسس ذلك التكوين الاجتماعي السلوكي الفاعل الذي يسعى إلى تحقيق مناخ تنظيمي متماسك تتوافر فيه الهياكل التنظيمية المشجعة على المشاركة في الأهداف والقرارات.
إن التخلف التنظيمي لا يكون فقط في العناصر المادية في التنظيم كالمباني والآلات، ولكنه قد يكون في العناصر الاجتماعية والسيكولوجية وفي الثقافة التنظيمية.
إن الاهتمام بالجوانب التنظيمية وتطبيق واستخدام التقنية الحديثة (تقنية المعلومات) سيؤدي بشكل فاعل إلى تحديث وتطوير أداء المنظمة لأن المعلومات هي أداة لاتخاذ قرارات إدارية أفضل، ولذلك فإن المعلومات هي أداة قوية لتحسين الكفاءة الكلية للأنشطة الحكومية، لذا كان لا بد أن يمر برنامج التطوير التنظيمي بمراحل تدريجية لتحقيق الأهداف التي صمم من أجلها، وهنالك مراحل لبرنامج التطوير التنظيمي وهي:
1 - مرحلة التشخيص: ويتم خلال هذه المرحلة التعرف على الاختلافات بين النتائج الفعلية والنتائج المرغوبة.
2 - مرحلة التخطيط: ويتم فيها رسم خطط التطوير والتغيير المأمول تحقيقها وتحديد الآليات والاستراتيجيات الملائمة لتحيق الهداف.
3 - مرحلة التنفيذ: وتتضمن ترجمة وتحويل الخطة إلى سلوك فعلى في مدة زمنية محددة.
4 - مرحلة التقويم: وهدفه مقارنة الأهداف الموضوعة بالنتائج الفعلية التي تم تحقيقها وتشخيص أسباب ومصادر الانحراف عن الخط المرسوم.
وتطوير الإمكانات البشرية موضوع مهم وحساس للغاية ونتطرق له بإسهاب لأننا نهمل هذا الجانب بصورة كبيرة في حياتنا الرياضية، وبما أن العمل الإداري في الأندية أو المنتخبات العربية معظمه عمل تطوعي والذين يعملون بأجر يعملون في أوقات فراغهم إلا فئة قليلة جداً متفرغة لهذا العمل، ولذلك يبدأ التطوير من خلال تطوير الذات وهو مؤشر لسلوك طريق الاحترافية في العمل، وتكون البداية من خلال إدارة الذات وهي التي تفتح الطريق نحو اكتساب الثقة بالنفس، وهذا عامل من العوامل المهمة في عملية التطوير لأن الثقة بالنفس هي في الحقيقة طريق النجاح في الحياة وهي الاعتقاد في النفس والركون إليها والإيمان بها وبإمكاناتها وما يمكن أن تحققه لأنها تعني إيمان الإنسان بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته، وبالتالي يتم بناء شخصية قوية وهي نوع من الاطمئنان المدروس إلى إمكانية تحقيق النجاح والوصول إلى الأهداف المرسومة في الحياة، وبالتالي تنبع الثقة بالنفس من إحساس الفرد بقدراته على مواجهة الصعاب والتحديات التي تعترضه في مسيرته الحياتية بصورة واقعية ومن دون قلق أو رهبة، فمثل هذه التصرفات تكون نابعة من الذات وليس بتأثيرات خارجية.
لماذا ركزت على الثقة بالنفس لأنها تكشف القوة الكامنة في داخلنا، وبالتالي يستطيع الرياضي أن يسخر كل قدراته من أجل ناديه أو مؤسسته الرياضية أو أي جهة رياضية يعمل فيها لأن الثقة تجعله يفتح عقله لأشياء وابتكارات جديدة تفيد العمل، بل من أداء العمل بالطرق الروتينية التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تجعله يتجرأ باتخاذ القرارات الصائبة في الاستجابة للمواقف والتصرفات السليمة، وأن يضع نصب عينه قائمة الإنجازات التي يتطلع إلى تحقيقها سواء صغيرة كانت أو كبيرة يمكن ترجمتها إلى أفكار لأن التفكير بهدوء يريح النفس ويتيح للعقل التفكير بروية إزاء كثير من القضايا الشائكة ووضع الحلول الإيجابية لها، ومن ثم تحويلها إلى مواقف، وبذلك يمكن تبديد كل المخاوف التي تراود المرء، فما نحتاج إليه في أوساطنا الرياضية أن نتمتع بالحكمة والجرأة وإتاحة الفرصة للعقل للتفكير السليم من أجل إنجاز العمل وفق رؤى تختصر الطريق وتوفر المال وتدفع بعجلة التقدم للمؤسسة الرياضية بقوة من أجل مجاراة العالم المتقدم في كرة القدم.
ثم تأتي المرحلة الثانية من تطوير الذات من النواحي الأكاديمية، فليس للتعلم عمر محدد ولا مكان محدد بل يمكن إحداث التطوير بطرق متعددة منها الدراسة والاطلاع والقراءة والمتابعة والبحث العلمي والاستماع، بدلا من مضيعة الوقت في أمور لا تخدم الإنسان في شيء، وكل ذلك من أجل تحقيق النجاح. وبهذه المناسبة نذكر أهم سمات النجاح وهي: وضوح الهدف، المثابرة، ومرونة التنفيذ، خاصة أنه لا يوجد وقت لكل ما يرغب الإنسان في تنفيذه، لذا يجب أن تتم عملية ترتيب الأولويات بشكل دوري وتقديم الأهم على المهم، حيث ينال دائماً ما يساوي الجهد الذي يؤديه الشخص ودلت تجارب الناس على مر الأزمان على أنه مع المثابرة تأتي الفرص التي يجب أن يكون الإنسان مهيأ ومستعداً لاستغلالها، كما أن هناك تجارب كثيرة عندما يرغب الإنسان في شيء بقوة وإلحاح فإن الظروف تتوافق حوله لتحقيقه. وقد يعود ذلك للتركيز الشعوري واللاشعوري لتحقيق الهدف، فالإنسان عندما يجعل أمراً ما هاجساً له فإن انتباهه يقع عليه في أي مكان يوجد فيه حتى ولو كان موجوداً بشكل غير واضح.
ونعود لموضوعنا، فإنه تقع على المؤسسات الرياضية أن تقوم بدورها في نشر ثقافة العلم والتعلم بين منسوبيها عن طريق الدورات والمحاضرات والجلسات الرياضية التفاكرية، ومن ثم يجب تطوير طرق إدارة المؤسسات الرياضية، ولكنى أركز على نقطة مهمة هنا نفتقر إليها في العمل الإداري، ألا وهي الاتصال الإداري. والاتصال الإداري في المجال الرياضي يعرف بأنه وسيلة من الوسائل المهمة لنقل المعلومات بين الإدارة العليا والجهات التنفيذية، ويمثل هذا الاتصال أهمية كبيرة للارتقاء بمستوى أداء الأفراد من إداريين ومدربين ولاعبين، وتأخذ الاتصالات بين المدرب واللاعب أشكالا كثيرة متعددة أهمها التعليمات التي يتلقاها اللاعب من المدرب، التي تنعكس على آرائهم ومشاعرهم تجاهه فيما ينفذون من مهام، وفي كثير من الأحيان تستخدم إشارات وانفعالات من المدرب عبر الصوت بطبقاته المختلفة، يستجيب لها اللاعب فورا كرد فعل إيجابي لما تم استقباله، ويحتاج الاتصال بين المدرب واللاعب في صالة التدريب إلى وضوح الهدف من عملية التدريب ومدى استيعاب اللاعب لطرق التدريب المنفذة، وقد تظهر بعض العوائق لنجاح هذه العملية منها:
1 - عدم قدرة المدرب على اختيار التدريبات المناسبة وفقا لقدرات اللاعبين ووفقا لاتجاهات العمل البدني المنفذة.
2 - عدم تقنين التدريبات من حيث الشدة والحجم والكثافة.
3 - عدم فهم اللاعبين للطرق والوسائل المستخدمة في التدريب.
4 - ضعف دافعية اللاعبين لتقبل أسلوب وطريقة التدريب المنفذة.
5 - عدم قدرة المدرب على قيادة الفريق بالأسلوب المناسب.
6 - عدم توافر الإمكانات المادية والبشرية لنجاح عملية التدريب مثل "عدم وجود صالات مغلقة أو ملاعب مفتوحة مناسبة أو عدم وجود أجهزة رادارات للتدريب والقياس، عدم مناسبة مكان التدريب من الناحية الصحية. وهذا يتطلب أن يكون المدرب بمواصفات المدرب المؤهل، خاصة أننا نعلم أن التدريب في كرة القدم أصبح عملية معقدة تستدعي علما وممارسة ميدانية وليس أحدهما فقط، كما أن الاعتماد على الخبرة الميدانية دون اللجوء إلى العلم يخل بإحدى القواعد الأساسية لتطور تلك الخبرة والعمل على نموها، بل سيحد منها ويجعل من صاحبها مدربا ينقصه كثير مهما كانت خبرته العلمية، حيث إن التدريب الرياضي بصفة عامة وتدريب كرة القدم بصفة خاصة يقصد به: (إعداد لاعب الكرة إعدادا فسيولوجيا بتكيف أجهزته الحيوية مع المجهود المبذول والأداء المطلوب خلال المباراة، وكذا إعداده مهاريا وخططيا بحمل مناسب سواء من حيث الشدة أو الحجم)، ومن خلال هذا الموضوع سأتطرق إلى أهمية التخطيط التدريبي لمدربي كرة القدم وأهم مميزات التدريب الحديث في كرة القدم. ويقصد بعملية الاتصال في المجال الرياضي تلك الاتصالات التي تتم بين المؤسسات المسؤولة عن شؤون الرياضة بعضها بعضا سواء على المستوى المحلي أو الدولي أو القاري لأن الاتصال الوسيلة الوحيدة لإبلاغ الآخرين بما نريده، حيث إنه تواجه دول العالم على اختلاف ثقافاتها تحديات كبيرة تفرضها طبيعة العصر الذي نعيش فيه، نظرا للقفزات الهائلة التي حدثت في العلوم النظرية والتطبيقية معا والثقافة بما تشمله من جوانب مادية ومعنوية، تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق عمليات إنسانية، كما أنها تنتقل من مجتمع إلى مجتمع آخر من خلال وسائل اتصال مختلفة. أي أن الاتصال مهم وضروري لنقل الثقافات من مكان لمكان آخر، لذا فإن الاتصال ببساطة هو "عملية نقل أو توصيل فكرة أو مفهوم أو معلومة من شخص إلى شخص آخر، وبذلك نتمكن من نشر الثقافات التي تساعد على تطبيق استراتيجيات التطوير في عملنا من أجل الاستمتاع بكرة القدم وألا نحس بأن الفارق بيننا وبين الدول المتقدمة كبير، كما أن وسائل الاتصال تعددت ويمكن للإدارة أن تتخاطب مع اللاعبين والمدربين وبث رسائلها وتوجيهاتها عبر هذه الوسائل، ومنها البريد الإلكتروني ورسائل الجوال وغيرها.. مما يسهل عملية الاتصال وسرعته ودقته، وعدد كبير من مدربي كرة القدم في العالم المتقدم أصبحوا يبثون توجيهاتهم وشرحا لخططهم عبر هذه الوسائل حتى يطلع عليها اللاعبون قبل الالتقاء بهم، وبذلك يكون في ذلك اختصار للوقت والجهد.
وكما أن الاحتراف الرياضي هو اتخاذ الرياضة حرفة ومهنة يتكسب منها المدربون واللاعبون وتدر الأموال الطائلة على الأندية، وهذا في حد ذاته سبب من أسباب النهوض بكرة القدم في الدولة المتقدمة كروياً ولأنها توفر الرعاية والاهتمام للمبدعين والمواهب فتوفر لهم جميع الإمكانات المالية والفنية من أجل أداء يحقق الإنجازات والمجد والشهرة وازدهار كرة القدم بصفة عامة.
لذا لا بد من وضع استراتيجيات مقننة من أجل توفير المال عبر كل الوسائط والوسائل وأن تشمل الخطط المرحلية والمستقبلية لضمان الاستمرارية وتشكيل آلية إدارة تجارية تضع الأسس وفقاً لقواعد العمل التجاري ووضع هياكل صناعة وإدارة الشؤون التجارية لتوفير المال واستثماره.
ولتوفير عمل متكامل من النواحي الفنية والنواحي الإدارية والمالية يجب أن يتم. استكمال البنية التحية وتطويرها، لأنه من خلال ذلك يمكن أن تتوافر الملاعب وخاصة لقطاعات الأعمار السنية فيستطيع أبناؤنا ممارسة كرة القدم في ملاعب مجهزة ومعدة وفق تعليمات الاتحاد الدولي لكرة القدم من كل النواحي وخاصة التي تشكل سلامة اللاعبين، كم من موهبة فقدناها بسبب إصابتها من جراء لعب كرة القدم في ملاعب لا تتصف أرضياتها بمواصفات جودة الملاعب العالمية، وكم من فريق لا يجد الفرصة الكاملة لأداء أكبر عدد من التدريبات لعدم وجود ملاعب، ثم تأتي في المرحلة الثانية المنشآت التي تساعد على اكتمال العمل الفني مثل صالات الحديد وأحواض السباحة والجمنازيوم وصالات التدريبات الفردية وقاعات المحاضرات والاجتماعات والمكتبات الثقافية وغيرها.
وتأتي المنشآت التجارية الأخرى التي تدر المال مثل المحال التجارية والأسواق المختصة في بيع الأدوات الرياضية ويمكن أيضاً فتح فروع للمحال التجارية الكبيرة مثل هايبر بنده والعثيم والمطاعم المشهورة مثل كنتاكي وماكدونالدز وغيرها من المؤسسات التجارية التي توفر دخلاً ثابتاً في الأندية أو الاستادات أو المراكز الرياضية المختلفة، بل أصبحت مبيعات الأندية في أوروبا وبقية أنحاء العالم المتقدم كروياً من قمصان اللاعبين وشعارات الأندية تحقق دخولاً خرافية. وقرأت مرة أن رئيس نادي ريال مدريد صرح بأنهم عوضوا المبلغ الذي تم دفعه لكريستيانو رونالدو من بيع قميصه ويجب ألا نصاب بالدوار إذا علمنا أن قيمة عقد رونالدو كان 94 مليون يورو.
كل ذلك يساعد على توفير المال اللازم لتنفيذ المشاريع المختلفة ومنها توفير المعدات والأجهزة الرياضية الخاصة بالتدريب ومنها ما هو مستعمل في داخل المستطيل الأخضر ومنها ما هو يستعمل في داخل الصالات المخصصة لتدريبات رفع معدل اللياقة البدنية أو تقوية العضلات أو لتدريبات الاستشفاء مثل: السير المتحرك، الدراجة الثابتة، محطة واحدة لتدريب الأثقال، جهاز صعود السلم، جهاز تدريب أثقال متعدد المحطات، وغيرها من الأجهزة الفعالة في إضفاء المتعة في التدريبات داخل الصالات المغلقة، وهذه الأجهزة مخصصة لتطوير الجهاز القلبي الوعائي (اللياقة القلبية التنفسية)، ونظرًا إلى أن هذه المعدات تتشابه في نوع النظام المستخدم لحرق الطاقة من قبل الجسم (النظام الهوائي) وتعطي إحراقًا متشابهًا للسعرات الحرارية عند استخدام أي منها.
وهنا نتحدث عن أهمية استخدام الأجهزة الحديثة في التدريب وفقاً لمتطلبات التقنيات الحديثة في مجال التدريب الرياضي، حيث يستطيع المدرب الرياضي الاستفادة الكاملة من التقنية الحديثة والمتطورة في أجهزة التدريب والأجهزة التكنولوجية الأخرى التي يمكن الاستفادة منها بطريقة مباشرة في عملية التدريب للارتقاء بقدرات اللاعبين للمستويات العالية، لذا يجب على المدرب أن يطلع على كل مستجدات العصر وأن يطور قدراته المعرفية بأن يحصل على الدورات العلمية المؤهلة لذلك، حيث إن التقنية الحديثة في أي مجال متغيرة بين يوم وليلة، لذا وجب على المدرب الاهتمام بتثقيف نفسه والاشتراك في الدورات المؤهلة لتشغيل الأجهزة الحديثة باستخدام الكمبيوتر، إلى جانب التعرف على التقنيات الحديثة الأخرى في مجال الاتصالات مع ضرورة اهتمام الاتحادات الرياضية، والجهات المختصة بعمل الدورات المؤهلة للتعرف واستخدام الإنترنت والتعرف على كل ما هو جديد في عالم الكمبيوتر للاطلاع ومتابعة كل المستحدث في عالم التقنيات الحديثة التي استفادت منه الرياضة بطريقة غير مباشرة مثل الكمبيوتر وهو أحد التقنيات الحديثة في عالمنا المعاصر، حيث اصطنعت المجتمعات بمؤسساتها المختلفة بالروح الكمبيوترية إنجاز البعيد، فأصبحت المعرفة الكمبيوترية مؤشرا لمدى التقدم الاجتماعي للأفراد، فقد أصبح الكمبيوتر من أكبر المجالات المهنية التي تجذب الناس، وتجعلهم يغيرون من مهنتهم وتخصصاتهم الأصلية، وتمنحهم مهارات وقدرات تطبيقية تفيدهم في شرح بعض خطط التدريب أو تقديم العروض التي تساعد على شرح مفردات الخطط أو عرض تدريبات مهارات وخاصة بالنسبة للناشئين الذين يحبون المشاهدة أكثر من الشرح النظري، وعمل الإحصاءات التي تساعد في وضع البرامج المستقبلية ومتابعة تطور أداء اللاعبين ومدى تقدمهم، بل أكثر من ذلك يمكن للمدرب أن يقدم كل الشروحات النظرية عبر هذه الوسائط وتقديمها للاعبين للاطلاع عليها في منازلهم.
فبجانب المدرب المؤهل المتعلم المثقف الذي يستفيد من التكنولوجيا في تسيير أعماله يجب العمل على توفير الكوادر البشرية المعدة بطريقة سليمة من مدربين وإداريين وحكام ومنظمين عن طريق وضع برامج مدروسة وإقامة دورات تأهيل وتدريب تخصصية من أجل تأهيل الكوادر بشكل جيد وعلى جميع المستويات للإدارات الفنية والإدارية وخاصة التي تعمل في قطاعات الناشئين لأن هذه القطاعات تحتاج إلى تأهيل خاص، فالتعامل مع الصغار يحتاج إلى مرونة ودقة في اختيار الألفاظ في الحديث والتوجيه ويحتاج إلى دراسة بعض العلوم التي تساعد الشخص في مثل هذه التعاملات مثل علم النفس الرياضي وغيره من العلوم المساعدة بما ينعكس إيجابيا على مستوى الأداء والعمل وبما يعود بالنتائج التي تحقق الأهداف العامة.
ويحقق التدريب فوائد أخرى للعاملين من أهمها.
1- مساعدة العاملين على تحسين فهمهم للعمل الإداري الرياضي وتوضيح أدوارهم فيها.
2 - مساعدتهم على حل مشكلاتهم في العمل.
3 - يطور التدريب العاملين وينمي الدافعية نحو الأداء ويخلق فرصا للنمو والتطوير لدى العاملين.
4 - مساعدتهم على تقليل التوتر الناجم عن النقص في المعرفة أو المهارات.
5 - يسهم في تنمية القدرات الذاتية للإدارة والرفاهية لدى العاملين.
لا بد للعالم العربي إن أرادنا التطوير لكرة القدم العربية أن نضع استراتيجيات مقننة لإحداث هذا التطوير بصورة تؤمن مستقبلاً أكثر إشراقاً، لأن ما حدث في الماضي ويحدث في الحاضر يجب أن يكون نبراساً يضيء لنا الطريق من أجل رسم سياسة واضحة واستراتيجية تؤمن خلق جيل متمكن يستطيع عبر تأهيله في النواحي الإدارية وتزويده بكل المعينات من أجل العمل وفق البرامج الحديثة مستفيداً من الإمكانات التكنولوجية التي تختصر الوقت والجهد وتسهل العمل الإداري والفني على حد سواء، كما يجب أن نضع الاستراتيجيات الخاصة بتطوير العمل الفني عبر تأهيل المدربين العرب تأهيلاً غير تقليدي يمكنهم من تحقيق الإبداع والابتكار في البرامج والخطط الفنية التي تقود اللاعبين لتحقيق النتائج والإنجازات التي تستطيع من خلالها مقارعة الكبار، بل تصبح من الكبار بالمنافسة على البطولات القارية والدولية وهذا ليس ببعيد إذ كان عملنا وفق هذه الاستراتيجيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق